أمَا وَالّذِي مَا شَاءَ سَدّى لَعَبْدِهِ، = إلى الله يُفْضِي مَنْ تَألّى وَأقْسَمَا
لَئِنْ أصْبَحَ الوَاشُونَ قَرّتْ عُيونُهُم = بهَجْرٍ مَضَى أوْ صُرْمِ حَبلٍ تَجذّمَا

إذا دَمَعَتْ عَيْناكَ وَالشّوْقُ قائِدٌ = لذي الشّوْقِ، حتى تَستَبِينَ المُكَتَّما
ظَلِلْتَ تُبَكّي الحَيَّ والرَّبعُ دارِسٌ، = وَقَدْ مَرّ بَعدَ الحَيِّ حَوْلٌ تجَرَّما

إنّ أمامي خَيرَ مَنْ وَطىءَ الحَصَى = لذي هِمّةٍ يَرْجو الغِنى أوْ لِغارِمِ
فَقَالوا: فَعَلَنا، حَسبُنا الله، وَانْتَهَوْا = جَدِيلَةَ أمْرٍ يَقْطَعُ الشّكَّ عازِمِ

دِيَارٌ بِالأُجَيْفِرِ كَانَ فِيهَا = أوَانِسُ مِثْلُ آَرَامِ الصّرِيمِ
وَما أحَدٌ يُسَامِيني بِفَخْرٍ، = إذا زَخَرَتْ بُحْورُ بَني تَمِيمِ

ألَمْ يَكُ قَتْلُ عَبْدِ القَيْسِ ظُلماً = أبا حَفْصٍ مِنَ الحُرَمِ العِظَامِ
قَتِيلُ عَداوَةٍ، لَمْ يَجْنِ ذَنْباً، = يُقَطَّعُ، وَهَو يَهْتِفُ بالإمَامِ


إنّ الذي أعطَى الرّجال حظوظَهُمْ = على الناسِ أعطى خِنْدِفاً بالخَزَائمِ
لخِنْدِفَ قَبْلَ النّاسِ بَيتانِ فيهِما = عَديدُ الحَصَى والمَأثُرًّتِ العَظائِمِ

ألمْ تَرَ أنّا يَوْمَ حِنْوِ ضَرِيّةٍ = حَمَيْنا، وَقُلْنا السبْيُ لا يُتَقَسَّمُ
ضَرَبْنَا بأكْنافِ السّماءِ بُيوتَنا، = على ذِرْوَةٍ أرْكَانُها لا تُهَدَّمُ

وَقَائِمَةٍ قَامَتْ، فَقالَتْ لِنَائِحٍ = تَفِيضُ بِعَيْنَيْهِ الدّمُوعُ السّوَاجِمُ:
لَقَدْ صَبَرَ الجَرّاحُ حتى مَشَتْ بِهِ = إلى رَحْمَةِ الله السّيُوفُ الصّوَارِمُ

كَيَفَ تَرَى بَطشةَ الله التي بَطشَتْ = بِابنِ المُهَلّبِ، إنّ الله ذُو نِقَمِ
قَادَ الجِيَادَ مِنَ البَلقَاءِ مُنْقَبِضاً = شَهراً، تَقَلقَلُ في الأرْسانِ واللُّجُمِ

لوْ شِئْتُ لُمْتُ بَني زَبِينَةَ صَادِقاً، = وَمَطِيّتي لِبَني زَبِينَةَ ألْومُ
نَزَلَتْ بمَائِهِمْ، وَتَحْسِبُ رَحْلَها = عَنْهَا سَيْحْمِلُهُ السّنامُ الأكْوَمُ

تَقولُ الأرْضُ إذْ غَضِبَتْ عَلَيْهمْ: = أطَائِيٌّ يَسُبّ بَني تَمِيمِ
عَبِيدٌ كَانَ تُبّعٌ اسْتَبَاهُمْ، = فَأقْعَدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اللّئِيمِ

أبَني لُجَيْمٍ إنّكُمْ أُلْجِمْتُمُ، = فَلمَنْ يُجارِيكُمْ أشَدُّ لِجَامِ
فَأساً تُصِيبُ لَهَاتَهُ، يَلْقَى الّذِي = تَلْقَى نَوَاجِذُهُ أشَدَّ زِحَامِ

ما نَحْنُ إنْ جارَتْ صُدُورُ رِكَابِنَا = بِأوّل مَنْ غَرّتْ هدايَةُ عاصِمِ
أرَادَ طَرِيقَ العُنصُلَينِ، فياسَرَتْ = بهِ العِيسُ في نَائي الصُّوّى مُتَشائِمِ

ومَن عَجَبِ الأيّامِ والدّهرِ أنْ تُرَى = كُلَيْبٌ تَبَغّى المَاءَ بَينَ الصّرَائِمِ
فَيا ضَبَّ إنْ جارَ الإمَامُ عَلَيْكُمُ، = فَجُورُوا عَلَيهِ بالسّيُوفِ الصّوَارِمِ


رَأيْتُ سَمَاءَ الله وَالأرْضَ ألْقَتَا = بِأيْدِيهمَا لابْنِ المُلُوكِ القَماقِمِ
وَكُنْتَ لَنَا غَيْثَ السّمَاءِ الذي بهِ = حَيينا، وَأحْيا النّاسَ بَعدَ البَهائِمِ

إمّا دَخَلْتُ الدّارَ داراً بِإذْنِهَا، = فَدَارُ أبي ثَوْرٍ، عَلَيّ حَرَامُ
إذا ما أتَاهُ الزّوْرُ يَوْمَا سَقاهُمُ = نَبِيذاً جِبَالِيّاً، وَلَيْسَ طَعَامُ

ألَسْتُمْ عَائِجِينَ بِنَا لَعَنّا = نَرَى العَرَصَاتِ أوْ أثَرَ الخِيَامِ
فَقَالُوا: إنْ فَعَلْتَ، فَأغْنِ عَنّا = دُمُوعاً غَيْرَ رَاقِيَةِ السّجَامِ

قَد كانَ بالعِرْقِ صَيدٌ لوْ قَنِعَتَ بهِ = فيه غِنىً لكَ عن دُرّاجَةِ الحَكَمِ
وَفي العَوَارِضِ ما تَنفَكّ تَجمَعُهَا = لَوْ كانَ يَشفِيكَ لحمُ الإبلِ من قَرَمِ

أرَى كاهِلَيْ سَعْدٍ أتَى مَنْكِباهُمَا = عَليّ وَرَامي آلِ سَعْدٍ كِلاهُمَا
فَرَغْماً وَدَغْماً، للعَدُوّ فَإنّهُ = سَتَنْبُو مَرَامي عنهُما، مَنْ رَماهُمَا

عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ، = قَطْرٌ، وَمُورٌ واخْتِلافُ نَعَامِ
قال ابنُ صَانِعَةِ الزُّرُوبِ لقَوْمِهِ: = لا أسْتَطِيعُ رَوَاسِيَ الأعْلامِ

نَمَتْكَ قُرومُ أولادِ المُعَلَّى، = وأبنَاءُ المَسَامِعَةٍ الكِرامِ
تخَمَّطُ في رَبِيعَةَ بَينَ بَكْرٍ = وَعَبدِ القَيسِ في الحَسبِ اللُّهَامِ

وَدّ جَرِيرُ اللّؤمِ لَوْ كَانَ عانِياً، = ولَمْ يَدنُ منْ زَأرِ الأسودِ الضّرَاغمِ
فإنْ كُنتُما قَدْ هِجتُماني عَلَيكْمَا = فلا تَجَزَعَا وَاسْتَسمِعا للمُرَاجِمِ

وَأُقْسِمُ أنْ لَوْلا قُرَيشٌ وَما مَضَى = إلَيها، وَكانَ الله بِالحُكْمِ أعْلَمَا
لَكَانَ لَنا مَنْ يَلْبَسُ اللّيلَ منهمُ = وَضَوْءُ النّهارِ مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمَا

طَرَقْنا شِفاءً، وَهُوَ يَكْعَمُ كَلبَهُ، = على الدّاعِرِيّاتِ العِتاقِ العَياهِمِ
فَعُجْنَا المَطايَا عَنْ شَقائِقِ فَوْبَعٍ، = وَأنّى مَنَافٌ مِنْ تَنَاوُلِ دارِمِ

سَيَبْلُغُ عَني غَدْوَةَ الرّيحِ أنّهَا = مَسِيرَةُ شَهْرٍ للرّيَاحِ الهَوَاجِمِ
بَني عَامِرٍ مَا مَنْ تَأوّلَ مِنْكُمُ = بأنْ سَوْفَ يَنْجُو مِنْ تَميمٍ بحَازِمِ

أرَى السّجنَ سَلاّني عن الرَّوْعَةِ التي = إلَيْهَا نُفُوسُ المُسْلِمِينَ تَحُومُ
عَجِبتُ من الآمالِ وَالمَوْتُ دونَها، = وَماذا يَرَى المَبْعُوثُ حِينَ يَقُومُ

أبَا حاتمٍ! قَدْ كانَ عَمُّكَ رَامَني = زياداً، فألفاني امرَأً غَيرَ نَائِمِ
أبَا حَاتِمٍ! مَا حَاتِمٌ في زَمَانِهِ = بِأفْضَلَ جُوداً مِنْكَ عندَ العَظائِمِ

وَجَدتُكَ، حِينَ تُنْسَبُ في تَمِيمٍ، = شُعَاعِيّاً، وَلَسْتَ مِنَ الصّمِيمِ
تُرَدُّ إلى شُعَاعَةَ حِينَ يَنْمي، = وَلا يَنْمَى إلى حَسَبٍ كَرِيمِ

أتَيْتُ الأشْعَثَ العِجْليَّ أمْشِي = لِيَحْمِلَني على عَدَسٍ رَجُومِ
نَمَى بِكَ مِنْ رَبِيعَةَ غَيرُ فَحْلٍ، = وَسَعّدَ سَاعِدَيْكَ بَنُو تَمِيمِ

لَنِعْمَ تُرَاثُ المَرْءِ أوْرَثَ قَوْمَهُ = عُميرُ بنُ عَمروٍ وَالحَصَانِ السُّلاجمِ
بَنُوهُ بَنُو غَرّاءَ قَدْ صَعّدَتْ بهِمْ = إلى بَيْتِ سَعْدٍ ذي العَلاءِ وَدارِمِ